عبد الله بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، موفق الدين، فقيه، من أكابر الحنابلة، ولد في جماعيل من قرى نابلس بفلسطين سنة (541هـ) وتعلم في دمشق، ورحل إلى بغداد سنة (561هـ) فأقام نحو أربع سنين، وعاد إلى دمشق، وفيها توفي سنة (620هـ).
هذا كتاب جمع فيه مصنفه معتقد أهل السنة والجماعة في إثباته لصفات الله عز وجل كما جاءت في القرآن أو على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بدون تحريف أو تأويل أو تعطيل أو تمثيل، وكذلك في بيانه لمعتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان بالقضاء والقدر, والرد على من أنكر القدر، وكذلك معتقدهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا كتاب في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، توسط فيه مؤلفه بين الإطالة والاختصار، وأومأ إلى أدلة مسائله مع الاقتصار، وعزا أحاديثه إلى كتب الأئمة؛ ليكون الكتاب جامعًا بين بيان الحكم والدليل، وهو مرتب على حسب أبواب وكتب الفقه الحنبلي.
يعد كتابه (المغني) من أهم المراجع الفقهية للمذهب الحنبلي ـ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـ والمغني ليس كتاب مذهبٍ فقط، وإنما هو موسوعة جامعة في الفقه المقارن. حشد فيه صاحبه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وتحرى مسايرة آراء الإمام أحمد بن حنبل فيما ذهب إليه من ترجيحات، لكنه كان يعرض آراء المذاهب الأخرى في موضوعية علمية منقطعة النظير. بدأ المغني بكتاب الطهارة، وختم بكتاب عتق أمهات الأولاد. والكتاب ذو قيمة علمية ضخمة، ولقد قسمه ابن قدامة إلى كتب، وأبواب، وفصول، ومسائل في عرض ممتع جذاب.